جرت العادة عندما يقوم احدهم بامرك بفعل ما اول شيء يتبادر لذهنك هو السبب اوالهدف او الغاية من وراء هذا الطلب، وهذا شيء طبيعي اذا كان الطالب او الامر بنفس مستوى المأمور ولكن اذا كان الطالب في مستوى اعلى من المأمور فإن على المأمور ان ينفذ دون ان يطلب من الطالب ان يفسر له او يبين له الحكمة من وراء امره او طلبه لكي ينفذه او يلتزم به. فهذه الاية “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً” تخبر بان الله طلب من بني اسرائيل ان يذبحوا بقرة دون ان يبين لهم العلة في الطلب او السبب الذي سيذكر لاحقا في اخر القصة. فلم يبدأ الله تعالى القصة ببيان العلة والسبب في ذبح البقرة ولكن ذكره في اخر القصة لكي يكون منهاجا في اتباع اوامر الله. فليس المطلوب معرفة العلة من وراء الصوم او الصلاة او اي فريضة امرنا الله بتنفيذها لكي ننفذها او نلتزم بها فالسبب الوحيد الذي يجب ان يجعلنا ان ننفذ هذه الفروض هو الايمان وليس لسبب اخر.(من تفسير الشيخ الشعراوي بتصرف)