كنت اقرأ هذا الحديث مرات عدة دون ان اتمعن فيه قال صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له. ولكن هذه المرة وقفت عند اول جزء فيه وهو تعجبه صلى الله عليه وسلم من امر المؤمن انه كله خير، فجلست افكر في هذه الجزئية البسيطة، اليس ما كل ما اقوم به عبادة انا لا اتكلم عن العبادات المعروفة كالصلاة والصيام ولكن اتكلم عن عبادات نفعلها كل لحظة. استيقظ في الصباح باكرا للذهاب الى العمل عبادة لاني اذا لم اكسب حلال ساكب مالا بالحرام وقبل ذهابي الى العمل اقوم فاغتسل وامشط شعري والبس احسن الثياب لابدو بمظهر لائق تلك ايضا عبادات، اقوم بتنظيف اسناني لحمايتها من التسوس وهذه عبادة لاني احافظ على شيء وهبني اياه الله واقي نفسي من المرض، تناول طعام الافطار بحد ذاته عبادة لاني اتقوى به على العمل والامور الاخرى. لبسي الحذاء لاحمي قدماي عبادة! ابتسامتي في وجه الناس والحديث معهم والاخلاص في العمل وتحمل مشاق العمل ونكده كلها عبادات وان من الذنوب لا يمحيها الا هم وتعب العمل. اذا سالك احد المارة عن مكان وقمت بارشاده اليه عبادة. فعلا عجيب هذا الامر حتى النوم عبادة وانا نائم اتعبد ويكتب لي الاجر بذلك!! فمن لحظة تكليف المؤمن حتى اخر نفس له امره كله خير، واذا الم المرض بالانسان حطت عنه خطايا وكتبت له حسنات، اذا ذهبت الى الطبيب عبادة وشربت الدواء عبادة وقس على ذلك كل الامور التى تفعلها في حياتك اليومية ولا تابه بها. اليست هذه بشارة لكل مؤمن ان العقاب ليس لمؤمن ولن يكون لمؤمن وفعلا لا يدخل النار الا من اصر هو بنفسه على دخولها.